اللغة العربية ... هذا الرجل، أقول إننا في حاجة لمن يكتب عنه كتابة حرة، وكتابة منهجية في رسالة دكتوراه، ورسالة ماجستير.
وأختم بكلمة قالها لي، في يوم أن خرج من المشيخة. خرج من المشيخة، كان قد استقال، وقدم استقالته لأنه غضب من بعض الأمور التي أرادتها الثورة في الأزهر، وقال: لا أوافق عليها مطلقاً. ثم بعد ذلك زاره وزير الأزهر في ذلك الوقت، وهو موجود الآن، وقد حدثني بهذا أيضاً، وحدثته حينما نقلت إليه ما قاله لي الشيخ الخضر حسين، قال: هذا حقيقي. زاره وقال له: إن استقالتك واعتكافك سببت للدولة متاعب سياسية، وأنا باسم الدولة أنصح باسترداد الاستقالة وبالعودة إلى العمل، قال: بشرط أن تستجاب المطالب التي تقدمت بها، وأن تعدل الثورة عما تريده نحو الأزهر. قال: ولك هذا.
وذهب إلى مشيخة الأزهر يوماً واحداً أظنه يوم الخميس، ثم بعد ذلك في يوم السبت على ما أذكر إذ به يقرأ في بيته قبل أن يخرج قبول استقالة شيخ الأزهر أو بعبارة أدق تعيين شيخ آخر.
فزرته في المساء وقلت له: كيف كان ذلك، فقال: لا أعلم، أنا ذهبت لمصلحة الأزهر حيث حدثني الوزير المختص بذلك، ثم بعد ذلك لم يتحدثوا عن استقالتي، وإنما تحدثوا عن خروجي وتعيين غيري: يا بني إن كانت جنة فقد دخلتها وإن كانت ناراً فقد خرجت منها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.