والتخليط، بل عليه أن يبذل الوسع في فهم مراد الفضلاء، ولا يلقي البحث إلا بعد التحري والإحاطة بأطراف الكلام، والتدبر في فهم المراد".
* التلاميذ:
يتخذ كل تلميذ دفتراً يكتب له فيه أساتذته في كل شهر شهاداتهم بالحضور، وحال المواظبة، ودرجته في النجابة والفهم، ويذكرون الباب أو المسألة التي كانت مبدأ حضوره في الكتاب، كما يذكرون البحث الذي انتهى إليه وقت كتابة الشهادة.
ويبلغ عددهم في هذا المعهد زهاء ألفين، ومعظمهم من القطر التونسي، ومن بينهم كثير من القطر الجزائري، ويوجد من بينهم طلاب من طرابلس الغرب، والمغرب الأقصى.
وقد اشتمل قانون المعهد على نصائح وآداب للطلاب؛ كما يقول: "يلتزم التلميذ آداب السؤال، فيسأل سؤال مسترشد ملتزماً اللطف في سؤاله". ويقول: "لا يسوغ للتلميذ التلهي عن الدرس بحديث أو غيره، وإذا سأل التلميذ، فليس لغيره من الطلاب أن يجيبه إلا إذا أذن له الشيخ في الجواب".
ويقول في التلميذ يسيء الأدب مع أستاذه: "فعلى الشيخ أن يلومه أولاً فيما بينهما، فكان عاد، وبخه بمحضر أقرانه، فكان عاد، رفع الأمر للنظارة كتابة؛ لتجازيه بما ترى من لومه أو توبيخه أو رفته من المعهد رفتاً مؤقتاً أو باتاً".
* الامتحان:
تعقد عند انتهاء أيام الدراسة من كل سنة لجان من المدرسين لاختبار التلاميذ فيما قرؤوه في تلك السنة، (وهو امتحان النقل).