محمد الحبيب بن المأمون بن حسين الثاني، وهو الذي توفي في يوم الاثنين غرة رمضان من هذه السنة، وجلس على عرش الملك بعده حضرة صاحب الجلالة أحمد باي، وهو أحمد الثاني بن علي باي الثالث بن حسين الثاني ابن محمود بن محمد الرشيد بن حسين الأول مؤسس الدولة الحسينية.
ومجمل القول: أن آثار البيت الحسيني في نشر العلوم، والمحافظة على أصول الدين الحنيف غير قليلة، وما زهت العلوم الإسلامية والعربية وغيرها في تونس، وتسابق فيها العلماء والأدباء إلى غاية بعيدة إلا بما كان يظهره أمراء هذه الدولة من العناية بالعلم ورعاية العلماء، ولولا جامع الزيتونة، وما أحيوا فيه من علوم، لبقيت تلك البلاد في عذاب من الجهالة مهين.