للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعني هذا الأمير بتنظيم المحكمة الشرعية، فأقام دار الشريعة التي تسمى: "الديوان"، وحضر يوم فتحها بنفسه، وهو أول من استجلب أدوات الطباعة، واستعملها في البلاد التونسية، وأول من ضرب السكة باسمه جاعلاً اسمه، في أحد وجهي المسكوك، واسم السلطان العثماني في وجهه الآخر.

وتولى بعد محمد باي أخوه محمد الصادق بن حسين الثاني، نظم هذا الأمير منهج التعليم في جامع الزيتونة، وأضاف إلى خزائنه التي أنشأها أحمد باي كتباً كثيرة، وأنشأ هذا الأمير مدرسة الصادقية، وهي معهد أنشأه لتدرس فيه مبادئ العلوم الإسلامية والعربية، ثم العلوم العصرية واللغات الأجنبية، وأحيا المكتبة القائمة بجوار جامع الزيتونة، وهي مكتبة عامة تدعى: (المكتبة الصادقية)، وأوسع العمل بدار الطباعة، فظهرت بها الصحيفة التي تسمى: "الرائد التونسي"، وانتخب للتحرير بها أساتذة من كبار العلماء بجامع الزيتونة، فكانت صحيفة علمية أدبية سياسية، زيادة على ما تنشره من القوانين والمرسومات الحكومية.

وقام بتنفيذ مشروع عهد الأمان الذي أسسه محمد باي، وأنشأ مجالس أهلية، وألف مجلساً أعلى للنظر في مصالح الأمة.

وفي عهد هذا الأمير وضعت الدولة الفرنسية يدها على تونس، ولم يلبث أن توفي سنة ١٢٩٩، وخلفه أخوه المغفور له علي باشا باي، وبعد وفاته سنة ١٣٢٠ انتقل الملك إلى المغفور له ابنه محمد الهادي باي، وعرف هذا الملك بشهامة وغيرة جذبتا إليه قلوب الأمة، وكان أثرها يظهر في شؤون الدولة بقدر الإمكان، وتوفي سنة ١٣٢٤، وورث الملك بعده المغفور له ابن عمه محمد الناصر بن محمد باي حتى توفي سنة ١٣٤٠، وخلفه المغفور له