ورابعهم: ابنه العالم الأديب المتفنن، السياسي الماهر، ولد سنة ١٢٢٠، وولي مشيخة الإسلام بعد أبيه، وبلغ بها شأواً لم يعهد؛ حيث أحدث دار الشريعة بتونس، وسن قوانينها، ونظم دواوينها، وكانت له خزانة عزيزة النظير. ترجم لخطباء الحنفية، وجمع شعر المتأخرين بكتابه "الجواهر السنية"، وشرح قواعد عهد الأمان، وهو دستور البلاد التونسية، وتوفي سنة ١٢٧٨.
والخامس: هو ابنه القاضي المفتي أبي النخبة مصطفى ابن شيخ الإسلام الأول، ولي القضاء سنة ١٢٩٠، والفتوى سنة ١٣٠٩، ومشيخة الإسلام سنة ١٣١٥، وتوفي ١٣١٨.
والسادس: هو العالم الرحالة الأديب المعروف في تونس برئيس جمعية الأوقاف، صاحب "صفوة الاعتبار"، وغيرها، وهو ابن الشيخ مصطفى رئيس ولاية الحسبة بتونس ابن شيخ الإسلام الثالث، النازح إلى مصر، والمتوفى بها سنة ١٣٠٧.
والسابع: المفتي محمد شهر السلامي نجل شيخ الإسلام الرابع، ولد سنة ١٢٧٤، وولي الفتوى سنة ١٣٢٦، وانصرف عنها إلى إمامة جامع باردو سنة ١٣٤١، وتوفي سنة ١٣٤٥.
وأنبغ هؤلاء وأشهرهم في عالم التأليف هو مترجمنا شيخ الإسلام الثاني، ولد في السادس عشر من ذي القعدة سنة ١١٦٢، وأخذ عن خلاصة أعلام عصره؛ كالقاضي محمد قار بطاق، والمفتيين: محمد الدرناوي، وأحمد الثعالبي البرانسي، والشيخ صالح الكواش، والشيخ محمد الشحمي، وغير هؤلاء، واختص بوالده.