للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* وظائفه:

درس بالمدرسة الباشية نيابة عن والده، واستقلالاً بها، وبالجامع الأعظم، وغيرهما، وقلد القضاء بعد عزل قار بطاق في ربيع الأول سنة ١١٩٢، واستقال فأُقيل في رجب سنة ١١٩٣، ثم أعيد لأربع بقين من ربيع الثاني سنة ١١٩٤، وطلب الإقالة فلم يجب، وولي نقابة الأشراف سنة ١٢٠٦، ومشيخة الإسلام بعد والده في ٥ محرم سنة ١٢٥١.

* علمه وسيرته وصفاته:

كان من أقطاب مجددي الحركة العلمية بعد وقوف دولابها أثناء الاحتلال الإسباني بتونس، وما حمل في مطاويه من فواجع وفظائع، وحسب التاريخ التونسي أن يحفظ لمترجمنا هذه الصفة المعتبرة، وكان غزير الحفظ، جيد الفكر، ناظماً ناثراً، وهو من قضاة العدل المشاهير، يتوجه بنفسه في معارضة الحبس لنظر العوض، ويسأل عن القيمة غير الأمناء المعينين لذلك، وهو الذي سنّ الزيادة على القيمة تحرياً لجانب الوقف والمولى عليهم، كما هو معمول به الآن في المحاكم الشرعية بتونس، وكان وقور المجلس، مهيباً عند الخاصة والعامة، محبباً إلى الناس، متبركاً به، هيناً ليناً، رقيق القلب، واسع الصدر، متواضعاً. نقل جميع ذلك ابن أبي ضياف.

* آثاره:

جمع له من الفتاوى الشرعية العملية مجلد ضخم هو قطب رحى الدائرة الحنفية اليوم بالمجلس الشرعي. ومن أشهرها رسالة "طلوع الصباح على المتحير في أجر الملاح" قرظها والده وجلة العلماء؛ كأحمد البارودي، ومحمد المحجوب رئيس المالكية، وحسن الشريف، و"رسالة في صحة