قال المؤرخ التونسي الشيخ أحمد بن أبي ضياف في ترجمته:"وكان الباي كثيراً ما يقول لي: ما فعل القاضي الشريف؟ فأحكي له ما يبلغني عنه من غريب منازعه، ووجيه أبحاثه، فأرى السرور بوجهه، قال: وباشر الخطة بميزان عدل، لا يلتفت إلى خوف ولا عذل، وشرَّد أهل الزور، وغلَّ أيدي الملحدين وأهل الفجور".
وفي سنة ١٢٧٧ ولاه محمد الصادق باشا خطبة الفتيا، ثم أسند إليه نقابة الأشراف، والحسبة على الأوقاف الخيرية، والنظارة على بيت المال، وسمي عضواً بمجلس شورى الملك المؤسس بمقتضى قانون عهد الأمان. قال الشيخ ابن أبي ضياف:"وتوفي يوم الاثنين في ٢١ ذي الحجة سنة ١٢٨٤، فمشى في جنازته الباي ورجال دولته، وكاد أن لا يتخلف عن شهودها أحد في البلاد، ورثاه الشيخ قابادو بقصيدة كلها عيون"، وهي القصيدة الرائية الثمينة في ديوانه، ودفن في زاوية جده سيدي محمد بن عاشور المشهورة بضاحية سيدي علي الزواوي بمدينة تونس.
* أخلاقه:
قال الشيخ ابن أبي ضياف:"كان عالي الهمة، زكي النفس، سليم الصدر، حسن الأخلاق، بعيداً عن التصنيع في الأزياء، حسن المحاضرة، أبيَّ الضيم، سخياً، محباً لتلامذته، يعاملهم معاملة الأنداد، حتى حل في نفوسهم أرفع محل". ومما اشتهر عنه: أنه كان شديداً في إقامته الشريعة.