للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* ما تقلد من المناصب:

تولى صاحب الترجمة في ٢٦ جمادى الثانية سنة ١٢٥١ خطبة القضاء بالمذهب الحنفي، وسار فيها سيرة العلماء المصلحين.

قال الشيخ أحمد بن أبي الضياف يصفه: "تولى خطبة القضاء، فأجرى الحق، وأوضح ما خفي، وبرع في تطبيق الأحكام على النوازل، مسوياً بين الخصوم، وإن اختلفوا في المنازل، بعدلٍ ميزانه قائم، وجزالة لا تنثني عن الحق بلائم".

وفي ٢٩ ربيع الأول سنة ١٢٥٩ انتقل إلى خطبة الفتوى. وفي ١٠ جمادى الأولى سنة ١٢٧٨ أسند إليه منصب شيخ الإسلام، فقام عليه خير قيام إلى أن أدركه أجله، وتغمده الله برحمته.

* استقامته ومتانة أخلاقه:

كان صاحب الترجمة متجملاً بالعفاف ولطف الشمائل، وإطلاق اليد في عمل الخير، قال الشيخ أحمد بن أبي الضياف في سياق الحديث عنه: "ما شئت من كرم أخلاق، وأياد في الأعناق، ألزم من الأطواق، ونفس لطيفة الشمائل والشيم، ومحاضرة يفوق نفعها الديم".

وكان -رحمه الله- يمثل في شرف همته سيرة العلماء الذين يرون في مقامهم العلمي ما يسمو بهم عن أن يضعفوا أمام الرؤساء وذوي الوجاهة، تلك الخصلة التي تكسو العالم جلالة، وتجعله في الناس ناصحاً أميناً. ومما يشهد باستقامة صاحب الترجمة -كما وصفنا-: أن صاحب الدولة مصطفى باي ظهر له أن يهب أرضاً يقال لها: (هشام) لوزيره مصطفى صاحب الطابع؛ لقربها من بستانه المعروف بسبالة الكاهية، وكانت هذه الأرض من