للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التاريخ، أو غير معترف بالفضل.

وما بال فضيلتكم تعجبون لعدم ذكر رئيس المجلس الأعلى الذي قرر المبلغ الذي ينفق على المجلة، وتعدونه استخفافاً مني بحق التاريخ، ونكراناً لفضل ذلك الرئيس علي، ولم يعجب أحد من مريدي صاحبي الفضيلة الأستاذ المرحوم الشيخ أبي الفضل (١)، والأستاذ الشيخ عبد الرحمن قراعة لعدم ذكر اسميهما، وقد كان الشيخ أبو الفضل يرأس المجلس الأعلى الذي قبل اقتراح مشروع المجلة سنة ١٩٢٦، وكان الأستاذ الشيخ قراعة يرأس المجلس الذي ألف لجنة لوضع تقرير في هذا الاقتراح سنة ١٩٢٧، وهذا العمل بالنظر إلى كونه الأساس الذي يقام عليه المشروع عمل لا يستهان به.

ولا أرى إلا أن مريدي فضيلة الأستاذين الشيخ أَبى الفضل والشيخ قراعة قرؤوا فاتحة المجلة، وقد حضرهم أن المندوب لرياسة التحرير إذا نسب العمل إلى المجلس الأعلى، مع ذكر تاريخ انعقاده، فقد قضى واجب التاريخ عليه، وليس من واجب التاريخ عليه أن يسمي رئيس المجلس، أو أعضاءه في خلاصة قصد بها الإشارة إلى تاريخ نشأة المشروع والأطوار التي مر عليها، حتى صار عملاً ظاهراً.

وعلى فرض أن كون قد أجملت القول في مواضع تعلمون منها أكثر مما أعلم، كان لفضيلتكم أن تكتبوها للتاريخ في صفاء خاطر، متحامين الكلمات التي يسبق إلى أذهان بعض الناس أنها مصنوعة لتثير غبار فتنة،


(١) محمد أبو الفضل الوراقي الجيزاوي، فقيه مالكي، وشيخ الجامع الأزهر، ولد في وراق الحضر بضواحي القاهرة، وتوفي بالقاهرة (١٢٦٣ - ١٣٤٦ هـ = ١٨٤٧ - ١٩٢٧ م). من مصنفاته: كتاب على شرح العضد وحاشيتي السعد والسيد.