ومثل هذه الفتنة لو أيقظها غيركم، لكان من واجب الدين وسماحة الأخلاق عليكم أن تبادروا إلى إخمادها، وواجب الدين وسماحة الأخلاق قبل كل داعية.
وأنا لا أستنكف أن يكون للأستاذ المراغي عندي يد، ولكن التدريس الذي تعنونه بقولكم:"كما أن له الفضل عليه نفس" قد عرف الناس أني ندبت له من قبل أن يتولى فضيلته منصب المشيخة، على أني أربأ بكم أن تزنوا العلم بهذا الميزان، وتجعلوه أنقص قدراً من متاع هذه الحياة؛ إذ سميتم ندبي للتدريس فضلاً من النادب علي، بدل أن تجعلوه إخلاصاً منه للمعهد الذي تولى أمره ليدير شؤونه بنصح وأمانة.
وإذا لم أكن من جمعية الأستاذ الشيخ المراغي، فلأني لا أذكر أن أحداً من الناس عرض علي قانون جمعية أو حزب يدعى بهذا الاسم فأعرف مبادئه، والغاية التي تألف من أجلها، ولست ممن يحب أن يحشر نفسه في كل حزب أو جمعية، وإن لم يعرف مبادئها، ويطمئن إلى الغاية التي ترمي إليها.
نقدتم ما جاء في فاتحة المجلة من أنها لا تمس السياسة في شأن، وقلتم: إن هذا حرمان لمحرريها من خدمة الإسلام، والدفاع عنه بالسكوت عن أمور كثيرة يجب بيانها، وجواب هذا: أن المجلة إذا تجنبت التدخل في النزعات السياسية، فإن أقلام محرريها لا تقف دون الكتابة فيما يصيب الشعوب الإسلامية من مكاره، أو فيما تراه مخالفاً للدين، ولو كان من أعمال الإدارة الداخلية، غير أنها تكتب في مثل هذا على وجه الوعظ والإرشاد، فلا يخرج عن دائرة مجلة "نور الإسلام" أن تكتب في إنكار بعض تصرفات يعتدى بها على حق ديني لأحد الشعوب الإسلامية، ولا يخرج عن دائرتها أن تطالب