بنحو إلغاء البغاء الرسمي، أو احترام المحاكم الشرعية فيما إذا خطر لأحد رجال الإدارة أن ينقص مما هو داخل في اختصاصاتها، أو الاحتفاظ باللغة العربية فيما إذا رأى ذو سلطة اهتضام جانبها، إلى غير هذا من الشؤون التي تحفظ على الأمة دينها ولغتها، ويرغب أولو السياسة الرشيدة أنفسهم أن يعلموا حكم الدين في أمثالها.
ونقدتم ما جاء في فاتحة المجلة من قولنا:"لا تنوي أن تهاجم ديناً بالطعن، ولا أن تتعرض لرجال الأديان بمكروه من القول"، وحملتم هذه العبارة على معنى أنها لا ترد على المخالفين إذا هاجموا الإسلام، وقلتم:"إن العلماء لا يستطيعون القتال بالسلاح، فهم يستطيعون الجهاد بالقلم واللسان، ومجادلتهم بالتي هي أحسن، وإن كرهوها".
ولو صدر هذا النقد من غير فضيلتكم، لقلنا: إنما يريد أن يكثر سواد وجوه النقد، ولكن مكانكم أرفع من أن يقصد إلى هذه الغاية، ذلك لأنا نقول في فاتحة المجلة:"تناقش المجلة الأشخاص والجماعات الذين يقولون في الدين غير الحق، مقتدية في مناقشتها بأدب قوله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}[النحل: ١٢٥].
وإذا قالت: إنها لا تنوي أن تهاجم ديناً بالطعن، أو قالت: لا تتعرض لرجال الأديان بمكروه من القول، فإنما تريد الترفع عن بذاءة القول، والخروج عن دائرة البحث العلمي إلى ما يهيج البغضاء، دون أن يكون له في تقرير الحقائق أو إزهاق الباطل أثر كثير أو قليل.
وأظن حضرات قراء مجلة "نور الإسلام" إنما يذهبون في فهم هذه الجمل إلى أننا نظرنا عند صوغها إلى قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا