للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلي واسألي آل المجادة عن ذكرى ... أذو شرفٍ مثلي لديهم بذا القُطْرِ (١)

أصيلٌ كريمُ النفسِ ذو همةٍ سَمَتْ ... وذو وَلَع بالمَكْرُماتِ وبالفَخْرِ

عبوسٌ على أَهلِ الضَّلالِ غَضَنْفَرٌ ... وإني مع القومِ الهداة لَذُو بِرِّ (٢)

ومِنّي نجادُ السيفِ للعزِّ مقبلٌ ... ولستُ على كأسِ المذلَّةِ ذا صبرِ

فكيف وآبائي لأشرفُ سادةٍ ... سراةٌ أولو المجدِ المؤثَّلِ والذِّكْرِ

كرامُ المعالي منبعُ الفضلِ مَنْ سَمَوْا ... بمجدٍ لهم كالشمسِ بين الورى يسري

وأسحبُ أذيالَ الفخارِ بتونسٍ ... أيا حبذا مأوى عيونِ الظِّبا السُّمْرِ

فكم بِتُّ من ليلٍ أُقبِّلُ مبسماً ... وأرشِفُ من تحت النقاب لَمَى الثَّغْرِ

أَذُبُّ عن المظلومِ بالمال ناصراً ... وإِلَّا بسيفٍ في رقاب العدا يَفْري (٣)

أَجولُ به بينَ الأُسودِ ولم أَخَفْ ... أَذىً بل به يسمو لدى وفدِهم ذِكري

ولكنَّ سَيْفَ العِلْمِ أعطبُ فاتكٍ ... وأعظمُ رُزْءٍ للمُعَنِّتٍ ذو أَزْرِ

وأَشْرَفُ ما يسمو به المرءُ رتبةً ... يعزُّ بها فالجهلُ عارٌ على الحرِّ

فإنْ رُمْتُمُ نيلَ المعارفِ دُونَكُمْ ... ومنبعها السامي فما البحرُ كالنهرِ

ألا إن يَنبوعَ العلومِ وسعدَها ... محمدُ المكيُّ الرِّضا غُرَّةُ العصرِ

كريمُ الورى كنزُ المعارفِ من غدتْ ... مفاخرُهُ تنمو عن العدِّ والحَصْرِ


(١) المجادة: الشرف والكرم.
(٢) الغضنفر: الأسد.
(٣) أذبُّ: أدفع عنه.