للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولو عادتِ الأشجارُ والبحرُ والملا ... مِداداً وأقلاماً لما جيء بالعُشرِ

فمن جاء يحكيه يُقال له لقد ... حَكَوْتَ وما تدري بما قيل في الشعرِ

فما كلُّ من قادَ الجوادَ يسوسها ... وما كل من يجري يقال له يجري

فمالك يا هذا بأي فضائلٍ ... تقيس، وهل قيس المُمَوَّهُ بالتبِر

ألا فهو سَحْبانُ البلاغةِ مَطْلَعُ ... السيادة يَنبوعُ المجادَةِ والبِرِّ (١)

فكم من عويصاتٍ أَمَطْتَ حِجابَها ... وكم مُلِئَتْ منكَ الحقائبُ بِالدُّرِّ (٢)

وكم أثمرتْ منك الغروسُ وزُخرفِتْ ... بأفخرِ آدابٍ ويالكَ مِنْ فَخْرِ

تآليفُه منها الأباطحُ أشرقَتْ ... كما يُشرق الليل البهيمُ من البدرِ

فانعمْ بما أبداه ردّاً على ذوي ... اعتراضٍ على الآلِ المحلين بالسِّرِّ

بمطلعهِ لاحَ الكمالُ بتونُسٍ ... فأصبحَ سعدُ الدّين مُبْتَسِمَ الثَّغْرِ

وناظِرُه أَمْسى كناظرِ روضةٍ ... ببهجتها زاهٍ ومنشرحِ الصدرِ

هو العِقْدُ في جِيدِ المهاة أو السَّما ... كواكبُه تبدو لدى مَطلع الفَجْر

هو السعدُ إرشاداً هو الروض مرتعاً ... هو العَضْبُ للأعدا تَأَزَّر بالنصرِ (٣)

أيا حبّذا التأْليفُ عِقداً مرصَّعاً ... تهلَّلَ من حَلْيِ الجواهرِ والدُّرِّ


(١) سَحْبان وائل: سحبان بن زفر بن إياس الوائلي، يضرب به المثل بالفصاحة والخطابة والبيان. توفي (٥٤ هـ - ٦٧٤ م). أسلم في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) عويصات: جمع عويصة: الأمر الصعب.
(٣) العضب: السيف القاطع.