أيا حبذا سيفاً يزين نجادَه ... طرازٌ لعمري ما بدا سالف الدهرِ (١)
أيا حبذا روضاً غدا اليوم مثمراً ... عرائسَ أفكارٍ تَبَدَّتْ من الخِدْرِ
ألا فارتَشِفْ كأسَ المدامَةِ واقتطِفْ ... مِنَ أزهارِه زهرَ الرُّبى طَيِّبَ النَّشْرِ
هو الرشد لا تجنحْ لقولِ مُعَنِّتٍ ... عليه انثنى خُبْثُ الَّلآمَةِ بالشَّرِ
فتعساً له هلاً وقى دينه بُكىً ... عليه كَمبْكى أُخْتِ صَخْرٍ على صَخْرِ
يحاول أن يطفي سَنا الشمسِ بينما ... نحاه لقد خابت مقاصدُ ذا الغمرِ
أَيَطْفَاُ نورُ اللهِ ما لَكَ آفِكاً ... تَهيمُ بآفاقِ الظلامِ ولا تدري
ألا ليت شعري هل دريتَ عذابَـ ... ـكَ الأليمَ ومأواكَ الجحيم ألا فادْرِ
فلم لا وقد ضلَّتْ يداك وسَطَّرَتْ ... سواداً به مَسَّتْ حمى مفرد القدر
إمامِ الهدى الجِيلِيِّ من شاعَ صيتُه ... وسارتْ به الركبانُ في البَرِّ والبحر
ولكنْ ضِيا سيفِ الكمالِ محا لما ... له رَقَّمَتْ أَيدي الجَهالةِ والوِزْرِ
ولاح جمال الطبع بالنفع شاملاً ... جميعَ الورى لا سيما شارد الفكرِ
ولولا انتشار الطبع بين أُولي النهى ... لما بان كنهُ العلم من شاسع المِصْرِ
فقلت وفي طبع الكتاب مؤرخاً ... بذا البيت تاريخ بكلٍّ من الشطر
بدا سيفُ نصرٍ في يدِ الطوْدِ دوحة الـ ... ـكمال الهدى محيي العلوم أَبي الفخر
محمّد الخضر حسين
سنة ١٣١٠
(١) النجاد: حمائل السيف.