ومما أنشده: قول شمس الدين الأسدي:
إذا ذكرت بقاع الأرض يوماً ... فقل سقياً لجلّق ثم رعيا
وقل في وصفها لا في سواها ... بها ما شئت من دين ودنيا
وأختم هذه المحاضرة بأبيات خطرت لي معانيها عندما نزلت دمشق، وإني لست بشاعر، ولكني درست علم العروض، فأستطيع أن أقول كلاماً موزوناً، وإلى حضراتكم هذه الأبيات:
زارها بعد نوى طال مداها ... فشفى قلباً مجدّاً في هواها
راح نشوان ولا راح سوى ... أن رأى الشام وحياه شذاها
نظرة في ساحها تذكره ... كيف كان العيش يحلو في رُباها
ما شكا فيها اغتراباً وإذا ... حدثته النفس بالشكوى نهانا
من يحث العِيس في البيد إلى ... بردى يحمد للعيس سُراها
فهنا قامت نوادي فتية ... تبلغ النفس بلقياهم مناها
أدب يزهو كزهر بهج ... أرشفته السحب من خمر نداها
خلق لو نصح الخوْدَ به ... ناصح لاتخذت منه حِلاها
ملؤوا جلّق أُنساً فأرى ... ليلها طلق المحيا كضحاها
شدّ ما لاقوا خطوباً فانتضوا ... مرهفات العزم طعناً في لهاها
عزة الأمة في نشء إذا ... نشبت في خطر كانوا فداها
وجناحا فوزِها استمساكُها ... بهدى الله وإرهاف قناها
هي عين والهدى إنسانها ... فإذا ما فسقت لاقت عماها
...