للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث رواه البيهقي في "الشعب"، والحاكم في "المستدرك"، والطبراني في "معجمه"، وكلهم من طريق يحيى بن بريد، وهو ممن يروي المقلوبات، وضعفه أحمد وغيره، وتابع يحمى على رواية هذا الحديث محمد بن الفضل ابن عطية، ومحمد بن الفضل متفق على ضعفه واتهامه بالكذب، فلا يصح للمتابعات، ولكن للحديث شاهد رواه الطبراني في "معجمه الأوسط" من رواية شبل بن العلا عن أبيه عن جده، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "أنا عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي". وهذا الحديث ضعيف فقط، لا صحيح، ولا موضوع، ولا يثبت به أن كلام أهل الجنة عربي؛ إذ الأحاديث الضعيفة لا يكتفي بها في العلميات.

وزرنا المكتبة العمومية، فرأينا فيها عدة من الكتب الغريبة، مثل: "القبس على موطأ مالك بن أنس"، "وترتيب المسالك على موطأ مالك"، هجت أسفاً على أني لم أتمكن من زيارتها إلا في آخر يوم من أيام إقامتنا، حتى إني لم أستوف مطالعة أنموذج الكتب بتمامه (١).


(١) لم ينشر الإمام تتمة الرحلة في مجلة "السعادة العظمى"؛ لتوقفها عن الصدور، ولم نعثر عليها في مجلات أخرى، أو بين أوراقه.
ومن خلال مطالعاتي لمجلدات مجلة "الهداية الإسلامية" وجدت في العدد السابع من المجلد الحادي عشر (ص ٥٨٢) وتحت عنوان "الشيخ الأخضري صاحب السلم والجوهر المكنون" ما كتبه الإمام: هو من علماء بلاد الجزائر، ولد سنة عشرين وتسعمائة وبلغ من السن اثنين وثلاثين سنة بالوقوف على التاريخ معاينة، وأظنه توفي سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، وقبره اليوم مشهور ويُزار في "ينطيوس" وهي قرية قريبة من بلدة بسكرة من عمل الجزائر.
اطلعنا على هذا في نسخة محفوظة من شرح الشيخ محمد بن محمد بن علي بن =