وقابلت فخامة رئيس الجمهورية شكري بك القوتلي، وكانت بيني وبينه صداقة من قبل أن أستوطن مصر، ولقيت منه احتفاء دلّ على أحسن رعايته للعهد، وحمدت له ما اتجهت إليه همته من العمل لأن يكون في دمشق معهد ديني يشتمل على مراحل التعليم من الابتدائي والتجهيزي والعالي والتخصص. أوفد فخامته أحد الموظفين بالقصر لإبلاغي تحيته.
وفي دمشق كلية شرعية، وقد أتم القسم التجهيزي مرحلته في هذه السنة، وعُقد لطلبته امتحان لأخذ الشهادة النهائية، وجاءتني دعوة من شيخ الكلية الأستاذ الجليل الشيخ حسن الشطي للاشتراك في امتحانهم، فحضرت يوم امتحانهم في علوم القرآن، وكان من أعضاء هذه اللجنة: الأساتذة الأجلّة: المفتي الشيخ محمد الأسطواني، والقاضي الشيخ عزيز الخاني، ونقيب الأشراف السيد سعيد حمزة، وأستاذ التفسير الشيخ بهجت البيطار، ودخل في أثناء الامتحان مدير الأوقاف العمومية جميل بك الدهان، وساطع بك الحصري المعهود إليه بالنظر في نظم التعليم بالمعارف، ومدير أوقاف العاصمة الأستاذ أحمد القاسمي، وجرى امتحان الطلاب، وكانت نتيجة الامتحان مبشّرة بنجاح التعليم في هذه الكلية، ومشجعة للذين يقدرون التعليم الديني قدره من رجال الحكومة على رعايتها، والعمل لتوسيع دائرتها.
وقابلت وزير المعارف نصوح بك البخاري، فأحسن معاليه اللقاء، ودار الحديث في وظيفة العلماء من الدعوة إلى الحق بحكمة وحسن أسلوب، ودار الحديث عن حال مصر ونهضتها العلمية والأدبية، فقلت: إن في مصر خيراً كثيراً، وفيها بجانب هذا الخبر الكثير ما يجب الحذر منه؛ أعني: نزعة الإلحاد التي تظهر في مقالات أو خطب تصدر من نفر لا يقيمون للعفاف وزناً، وضاقت