عقولهم عن أن تفهم أن الإصلاح الديني أساس كل سعادة، وقلت له عندما عزمت على الانصراف:"إنما يزيد نهضة علمية مربوطة بآداب الإسلام".
سافرت في ٦ يوليو إلى بيروت لتمثيل مجمع فؤاد الأول في المؤتمر الطبي، وحضرت حفلة الافتتاح، ومما لاحظته في الحفلة: أن الصف الثالث من الكراسي الأمامية مكتوب على أول كرسي منه أنه معد لرجال الدين، وجلس بهذا الصف نحو ستة من رجال الدين المسيحي، ولم نر فيه أحداً من رجال الدين الإسلامي، مثل: المفتي، أو القاضي، أو رئيس محكمة الاستئناف الشرعية، ولم أحضر بقية حفلات المؤتمر لأعذار قاهرة.
زرت الكلية الشرعية أو الفاروقية التي كان لحضرة صاحب الجلالة ملك مصر فاروق الأول الفضل في إسعادها والنهوض بها، ولقيت هناك المتولي إدارة شؤونها من قبل وزارة المعارف المصرية الأستاذ عبد العزيز أحمد، فأطلعنا على منهج تعليمها، ونتيجة امتحانها، واجتمعنا في دمشق وبيروت ببعض المتخرجين فيها، فوثقنا بأنها مؤسسة محمودة الأثر، ولا سيما في تلك البلاد التي هي في حاجة إلى حركة إسلامية حكمية.
دخلت مسجداً لأداء صلاة الجمعة، وكان خطيبه الأستاذ البارع الشيخ سعدي ياسين، فارتجل خطبة راعى فيها ما تقتضيه الحالة الحاضرة من إرشاد، ونبه في الخطبة على حضوري بالمسجد، فأخذ الناس بعد الخطبة يتبينون بأنظارهم الشخص الذي نبه له الخطيب، وأقبل كثير منهم للتحية.
وأقام هذا الأستاذ الخطيب بمنزله مأدبة شهدها بعض أهل العلم والفضل، كما أقام الأستاذ السيد صادق الجبالي مادبة شهدها طائفة من العلماء والفضلاء، مثل: الشيخ محمد الأنسي رئيس محكمة الاستئناف الشرعية.