للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لو تقاضيت في اغترابي أمراً ... نهضت همتي له ونشاطي

لأدرت العِنان نحو دمشقٍ ... وحمدت السُّرى على الأشواط (١)

- (ثلج في السحر):

تطاول هذا الليل والجو مزبِدٌ ... تضيق بأمواج الثلوج مسالكُهْ

كأني أُذيبُ الصبح بالحدق التي ... يقلبها وجدي وتلك سبائكُهْ

- (الملك الطبيعي أو راعي الغنم):

قيلت في قرية "ويزندورف" بضواحي برلين:

تقلَّد الملكَ بين الضَّال والسَّلم ... وهبَّ يفتحُ من غَورٍ إلى عَلَم (٢)

فعرشُه ربوةٌ حاكت خميلتها ... يد الغمامة إذ جادت بمنسجم (٣)

وتاجه الشمس تبدو فوق مفرقه ... تاج مصونٌ بلا جند وسفك دم (٤)

سراجه الكوكب الدُّرِّيُّ يرسل من ... عليائه بسناً ينساب في الظُّلم

والظَّبي يرقُمُ في طِرْس الفلاة خُطاً ... أحلى لناظره من جولةِ القلم (٥)

صفت مناظر غدرانٍ فكان له ... فيها مزايا جلاها صاقل النَّسَمِ


= المتوفاة بدمشق في رمضان سنة ١٣٣٥ هـ. الظباء: الواحد ظبي، وهو الغزال.
(١) السُّرى: سير عامة الليل. الأشواط: الواحد شوط: الجري مرة إلى الغاية.
(٢) الضال والسلم: من أشجار البادية. الغور: ما انحدر من الأرض، ويقابله النجد، والقعر من كل شيء. العلم: الجبل الطويل.
(٣) الخميلة: الشجر الكثير الملتف حيث كان.
(٤) المفرق: وسط الرأس وهو الذي يفرق فيه الشعر.
(٥) الظبي: الغزال للذكر والأنثى. الطرس: الصحيفة.