للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حقيقة، فانفض ثوبك من غبارها، فإنه ليس من الغبار الذي يصيبك في سبيل الله.

- إنما يقطف الفيلسوف من المنافع ما تتفتق عنه أكمام الحقيقة، ولا يعرِّج السياسي بنظره على الحقائق إلا إذا أطلَّت عليه المنفعةُ من ورائها.

- لا تجادل المعاند قبل أن يأخذ الاستهزاءُ به في نفسك مكان الغضب عليه، فالغضب دخان يتجهم به وجه الحجة المستنيرة، وابتسام التهكم برقُه يخطف البصر قبل أن تقع صاعقة البرهان على البصيرة.

- لا يمنعك من وضع المقال على محك النظر، أن تتلقاه ممن هو أصفى منك ذهناً، أو أرجح وزناً، فإن الورق لا يقبل ما يرتسم في الزجاجة من الصور إلا بعد إصلاح خطئها، وإعادته الألوان إلى مبدئها.

- أرى موقع الليل من هذه البسيطة لا يفوت مقدار نهارها، فرجوت أن لا يكون الباطل أوسع مجالاً من الحقيقة، ولكن الشمس ترمز بكسوفها، إلى أن أخطأتُ في القياس، وبنيتُ رجائي على غير أساس.

- العالم بستان، تجوَّل فيه الفيلسوف فقال: كيف نشأت هذه الأزهار والثمار؟ ولماذا اختلفت في النعوت والآثار؟ وطاف فيه السياسي فقال: متى يقطف هذا الثمر؟ وتؤتي تلك الشجرة أكلها؟

- سكبت ماء حاراً في زجاجة، فتأثر أحد شطريها بالحرارة، واستمر الآخر على طبيعة البرودة، فتصدع جدارها. وكذلك النفوس الناشئة على طبائع مختلفة لا يمكن التئامها.

- كان لسان الدين بن الخطيب جنة أدب تجري تحتها أنهار المعارف، فآتت أُكلها ضعفين، ولكن تنفست عليه السياسة ببخار سام، فخنقته، وشبت