للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لها ذلك الأثر الخطير؛ لأنها تقوم بجانب دولة نامت عينها عن الحقوق الموكولة إلى رعايتها، وهامت بها الأهواء في أودية السرف والتفنن في الملاذ، حتى سئم الناس تكاليفها، ومالؤوا الثائرين على إبادتها، ولكن الفتن التي ترفع رأسها في مثل إمارة عمر بن عبد العزيز. أو صلاح الدين الأيوبي، أو عبد المؤمن بن علي لا تلبث أن تتضاءل وتنطفئ كما تنطفئ الذبالة إذا نفذ الزيت من السراج، وما ذاك إلا أن العدل متماسك العرا، وجمال الشرع يلوح في محيا الدولة، فلا تجد نار الفتنة من القلوب النافرة ما يذهب بلهبها يميناً ويساراً.

فالإحساس السياسي الذي يربيه الإسلام في نفوس من يتقلدونه، إنما يرمي بأشعته إلى مبادئ مقدسة، وغايات شريفة، فإذا ربطوا قلوبهم باحترام أمير أو وزير أو زعيم، وبسطوا أيديهم إلى مؤازرته، فلأنه يرعى مبادئهم، ويولي وجهه شطر غاياتهم.