للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المستمدة منهما، فما يكون أرجح من جهة الدليل، فذلك حكم الشارع. وإذا أراد: الأقوال التي تصدر من غير المجتهد، فتلك الأقوال لا تعد في الشريعة، حتى يقال: دنست بالجهالة، واختلطت بالضلالات.

ولو كانت الأقوال الخارجة عن الشريعة إذا ذكرت في كتبها تعد جهالة مدنسة للشريعة، وضلالات مختلطة بها، لوجب علينا أن نطهر جانب الشريعة من كتاب "إخوان الصفاء"؛ لأنه جهالة وضلالات، من حيث يريد مزجها بالفلسفة وإخراجهما مذهباً واحداً.

وينسب آخرون هذه الرسائل إلى مسلمة بن أحمد بن قاسم المجريطي.

قال صاحب "تاج العروس شرح القاموس" في مادة مرجطة: والصواب المشهور عنها: "مجريطة" -بتقديم الجيم على الراء وكسر الميم-، ومن هذا البلد الفيلسوف الماهر المجريطي مؤلف "إخوان الصفاء" وغيرها، واسمه أبو القاسم مسلمة بن أحمد بن القاسم بن عبد الله، وتوفي سنة ٣٣٥ هـ.

وفي "كشف الظنون": "رسائل إخوان الصفاء أملاها أبو سليمان محمد ابن نصر البستي المعروف بالمقدسي، وأبو الحسن علي بن هارون الزنجاني، وأبو أحمد الشهرجوري، والعوفي، وزيد بن رفاعة، كلهم حكماء، اجتمعوا وصنفوا إحدى وخمسين رسالة ... ثم قال: رسائل الصفاء للحكيم المجريطي القرطبي المتوفى سنة ٣٩٥ هـ، وهذه نسخة مغايرة على نمط رسائل إخوان الصفاء".

ومن لا يريد تخطئة صاحب "كشف الظنون" يقول: الحكيم المجريطي لما بلغته "رسائل إخوان الصفاء"، ومؤرخو الأندلس عرّفوا بمسلمة المجريطي، ولم يذكروا أن من مؤلفاته ما يسمى: "رسائل إخوان الصفاء"، وما ذكروا