للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قامت طائفة الملاحدة بجانب أولئك الذين يسمونهم: المبشِّرين، وانقسمت هذه الطائفة إلى فرقتين: فرقة كشفت اللثام، وأخذت تحارب الإِصلاح الإِسلامي علانية، وفرقة اختارت أن تحاربه تحت اسم الإِسلام، وقد بلغت هذه الفرقة المتوارية من إفساد قلوب شبابنا الغافلين ما لم تبلغه الفرقة المرتدة عن الدين جهرة.

وقد أدرك هذا بعضُ من كان يعلن إلحاده، فرجع إلى ستره بكلمات يقولها بفمه، أو يكتبها بقلمه؛ ليصيد ضعفاء الإِيمان، ومن يستهويهم زخرفُ القول غروراً.

وهؤلاء هم الذين اخترعوا لمخادعة أبناء المسلمين الكلمة المشؤومة، وهي: أن العلوم نتلقاها بعقولنا، وأمور الدين نتلقاها بقلوبنا ووجداناتنا، وزعموا: أن مناقضة العقل للدين لا تضر بالعقيدة، وقالوا وهم يزعمون أنهم مسلمون: إن القرآن قد يجيء بما يخالف العلم اليقين، ولكنهم لم يستطيعوا أن يقيموا شاهداً على ما زعموا، وجرت في مع بعض هؤلاء محاورات في هذا الزعم يضيق المقام عن حكايتها بتفصيل.

وهؤلاء هم الذين دعوا المرأة إلى خلع لباس الحشمة، ونزعِ ما كانت تتحلى به من حياء وصيانة، وحثوا الفتيات على الاختلاط بالفتيان، ولو في حال خلوة، وزعموا أن الدين لا يمنع من هذا الاختلاط، وكيف لا يمنعه الشارع الحكيم وقد دلت المشاهدات والتجارب على أنه لا يأتي إلا بأشنع المنكرات، وأسوأ العواقب؟!

وهؤلاء هم الذين اخترعوا للدين أسماء منفرة، فسموا الدعوة إليه: "رجعية"، والغيرة على حقائقه وآدابه والدفاع عنه: "تعصباً".