مثل الأساتذة: مصطفى الزرقا، ومحمد المبارك، وعلي الطنطاوي، وأحمد مظهر العظمة، ومحمد بن كمال الخطيب.
وما دامت أصوات هؤلاء الشبان المجاهدين تعلو مع أصوات شيوخ سورية الموقرين نكون على ثقة من أن مستقبل الإِسلام في هذه البلاد ضياء وسناء.
والواقع أيها السادة: أن الأمة لا تظفر بحريتها، أو تستعيد مجدها إلا بشباب يقفون بجانب الحكماء من شيوخها، فإن للشيوخ تجارب تساعد على أن يكون تدبير الأمور محكمًا، وفي الشباب إقداماً وقوة على النهوض بجلائل الأعمال، قال الشاعر في القديم:
إن الأمورَ إذا الشبّانُ دبرها ... دونَ الشيوخ يُرى في بعضها خَلَلُ
ويصح أن يقال:
إن الأمور إذا الأشياخُ باشرها ... دون الشباب يُرى في بعضها خَلَلُ
وأعود فأقول: إن تأليف الجمعيات الثقافية الإِسلامية من مقتضيات هذا العصر، وليس على هذه الجمعيات إلا أن تقوم على نشر حقائق الإِسلام وآدابه بالحجة، وتتحامى في سيرتها ما لم يأذن به الدين الحق، حتى تفوز برضا الله - صلى الله عليه وسلم - وإقبال الأمة.
وأختم كلمتي بعرض خاطر تبادر إلى بعض أذهان في مصر، وسعوا له، ولم يأت سعيهم بثمرة، وهو: توحيد الجمعيات الإِسلامية بجعلها جمعية واحدة، وفي رأي هؤلاء أن صوتها يكون حينئذ أقوى من صوتها وهي متفرقة.
ولا نرى بأساً في تعدد الجمعيات؛ فإن القائمين بها قد تختلف أنظارهم