للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلقاء أمثال هؤلاء الشبان الموفقين أخذ الأمل في إصلاح شؤوننا الاجتماعية ينمو في القلوب، ويبعث على العمل للنهوض، وأذكر شاهداً على هذا: أني كنت لقيت أحد المتصلين بجمعية الشبان المسيحية في القاهرة، ففاجأني بنبأ هو: أن بعض الشبان المسلمين دخلوا في جمعية الشبان المسيحية، وصاروا من أعضائها، فأخذني أسف يقطع الأكباد، وقلت في نفسي: هل من الميسور تأليف جمعية للشبان المسلمين تصرفهم عن غشيان جمعية بطانتها الدعوة إلى المسيحية؟ وذهبت تواً إلى المطبعة السلفية، فلقيت طالباً من طلاب دار العلوم، فعرضت عليه هذه الأمنية، وقلت له: اذكر هذا بين الطلاب، وانظر ماذا ترى منهم، وأيدني في هذا الاقتراح الأخ الأستاذ محب الدين الخطيب، فجاء الطالب من الغد، وقال: وجدت من بعضهم إقبالاً، وحضر بالمطبعة السلفية بعض طلاب الجامعة المصرية، وخاطبناهم على أن يقوموا بالدعاية للجمعية في الجامعة، ففعلوا، وكان هذا بداية تأسيس جمعية الشبان المسلمين في القاهرة، وعرفنا من ذلك النجاح أن الشاب المسلم إنما تأخذه الشبهة، ويحيد عن سبيل الرشد، حيث لا ترعاه قيادة رشيدة، أو يطرق سمعه دعوة حكيمة.

وإني لأرتاح -أيها السادة- لكل مقالة أو محاضرة تقرر فيها حقيقة، أو تدفع فيها شبهة، ويبلغ ارتياحي أشده عندما تكون المقالة أو المحاضرة صادرة من شباب استضاء بنور الإيمان الصادق، وعزّزه بثقافة عصرية راقية.

ولقد حمدت الله تعالى من صميم فؤادي إذ عرفت في سورية شباباً لم يكتفوا أن يكونوا في أنفسهم على بصيرة من هدى الله، بل ترقَّى بهم نبلهم أن أصبحوا يبحثون عن نواحي الإِصلاح، ويدعون إليه بأساليبهم البارعة،