وفي سنة ١٢٤٦ هـ - ١٨٣٠ م احتلتها فرنسا، واستوطنها من الفرنسيين وغيرهم من الأوربيين أمة كبيرة، ويبلغ عدد الأوربيين من الفرنسيين وغيرهم نحو ثمان مئة ألف نسمة، ويبلغ عدد الوطنيين نحو خمسة ملايين، وست مئة ألف. ومن بين الوطنيين طائفة اليهود الذي وردوا من فلسطين، أو من إسبانيا، أو كانوا من قبائل البربر، ودخلوا في الديانة الموسوية على أيدي أولئك الواردين.
* لغة الجزائر عربية معرفة:
كان سكان الجزائر يتكلمون باللغة البربرية، ثم دخلتهم اللغة العربية مع الفتح الإِسلامي، ولأن العربية لسان الفاتحين، ولسانُ الدين الذي أقبل عليه أهل البلاد، ودخلوا فيه برغبة واغتباط، أخذت تطارد اللغة البربرية، وتنتشر في المدن والقرى حتى أصبحت الجزائر معدودة في الأقطار التي تتكلم باللغة العربية؛ كمصر، والشام، والعراق. والذين يتكلمون بالعربية في ذلك القطر "وهم عرب أو مستعربون " يقدّرون بنحو أربعة أخماس الأمة، أما الخمس الباقي، فمن قبائل البربر، وهؤلاء يتكلمون باللغة البربرية، ومعظمهم يجيدون العربية زيادة على لغتهم الأصلية.
فلغة الجزائر عربية، ولكنها عربية معرفة، ومن غرضنا: البحث عن أسباب تحريفها، ووجوهه، ثم النظر في طرق ردها إلى العربية الفصحى.
* أسباب تحريفها:
حدثناك -فيما سلف-: أن أصل لغة الجزائر البربرية، وأن اللغة العربية طارئة عليها، والشأن أن يكون للغة الأصلية أثر ظاهر في اللغة الطارئة، وعرفت أن أمماً غير عربية استولوا على البلاد من بعد، وهم الإِسبان، والأتراك،