للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللغة، قد امتدت أشعتها إلى بلاد الجزائر، فقام هنالك نشئ يعنون بقراءة الصحف العربية، ويلقون المحاضرات، ويحررون المقالات على الطريقة الملائمة لروح العصر.

وقد عُني أهل الجزائر في العهد الأخير بالرحلة في طلب العلم، فكثر عدد الطلاب الذين يلتحقون بالمعاهد الدينية والمدارس العلمية في تونس، ومصر، وغيرها من البلاد، فيحرزون الشهادات العالية، ثم يعودون إلى أوطانهم، والمؤمل أن تجد اللغة العربية من هؤلاء النابهين أيدياً عاملة لبسط سلطانها، وإعلاء شأنها.

وفي الجزائر طائفة من العامة يتصلون بالفرنسيين كثيراً؛ كبعض العَمَلَة، ومن يقضون في الجندية مدة طويلة، فلهؤلاء لهجة تحتوي من الألفاظ الفرنسية أكثر مما تحتويه لهجة الجمهور، حتى بعدت عن العربية إلى حد بعيد، وهؤلاء هم الذين يعسر على الشرقي فهم كلامهم، ومن لم يعرف أن هذه لهجة خاصة بتلك الطائفة، حسبَها لهجةَ الجزائريين عامة، واعتقد أن لسان سكان الجزائر خرج، أو كاد يخرج عن لهجات العربية الدارجة (١).


(١) ذكر في نهاية البحث كلمة: (يتبع)، ولم نجد تتمة للبحث في أعداد مجلة "الهداية الإسلامية" التالية.