للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأرسلت فرنسا أسطولاً إلى عاصمة الجزائر، واستولت عليها سنة ١٢٤٦ هـ، وآل حسين باشا حاكمها إلى الإسكندرية، وتوفي هناك.

وقد أعد سلطان المغرب الأقصى مولاي عبد الرحمن بن هشام جيشاً لجهاد فرنسا، والدفاع عن الجزائر، ولكن الجيوش التي أرسلها لم تستقم على أمره كما قال صاحب "تاريخ الاستقصاء"، فاضطر السلطان إلى مهادنة فرنسا.

وأقام الوطنيون بالجزائر في وجه فرنسا عدة محاربات، وأشهرها محاربة الأمير عبد القادر بن محيي الدين الحسني، فقد استمر على محاربتها نحو خمس عشرة سنة، وانتصر في مواقع كثيرة، ولكن فرنسا تغلبت بجندها وسلاحها على هذه المحاربات، واستولت على ولايات الجزائر الثلاث: العاصمة، ووهران، وقسنطينة.

واختار الأمير عبد القادر -حسب المعاهدة التي وقعت بينه وبين فرنسا- السكن بدمشق، واستقر بها إلى أن توفي، ودفن في ضريح الشيخ محصي الدين ابن عربي.

وأخبرني من أثق بروايته: أن قنصل فرنسا طلب من ملك تونسى أن يكتب إلى سلطان المغرب كتاباً يحذره فيه من الانضمام إلى الأمير عبد القادر، ولا أدري هل كتب ملك تونس بذلك إلى سلطان مراكش، أم لا؟ وإذا كتب ملك تونس إلى مولاي عبد الرحمن بن هشام، فإن السلطان عبد الرحمن ابن هشام لا يترك محاربة فرنسا إلا لضرر يحصل بالمغرب الأقصى؛ كما قال صاحب "الاستقصاء".

وسبب حرب الزعاطشة التي رأينا أثره: أن الحاكم الفرنساوي أهان