إذا الوهمُ أبدى لي لماها وثغرها ... تذكرت ما بين العذيب وبارق
ويذكرني من قدّها ومدامعي ... مجرّ عوالينا ومجرى السوابق
والتضاد: أن يتنافى الشيئان بحيث لا يجتمعان في محل؛ كالسرور والحزن، والضحك والبكاء، والشجاعة والجبن، والإِخلاص والرياء. فإذا خطر في البال أمر، تبعه ضده، فمن حضر في ذهنه الشتاء، تذكر الصيف، ومن وقع في خاطره التقوى، انتقل إلى معنى الفسوق، ومن هذا الباب ترى شخصاً، فتذكر خصمه المبين، وترى آخر في بلاء، فتذكر العافية، ولهذا عدّ علماء البلاغة التضاد من علاقات المجاز.
والوحدة المكانيه: أن تحس الشيئين في مكان، وإن اختلف زمن الإحساس؛ كأن ترى شخصاً في مكان صباحاً، وترى شخصاً آخر في المكان نفسه مساء، فمن كثرت مشاهدته لشخصين في مكان، ثم رأى أحدهما، حضرت في ذهنه صورة الآخر.
ويتصل بهذا أن يجري ذى الواقعة، فينتقل ذهنك إلى مكانها، أو تشاهد المكان، فيحضر في ذهنك صورة الواقعة.
ومما يجري على هذا قول ابن الرومي:
وحبّب أوطانَ الرجال إليهم ... مآربُ قضَّاها الشباب هنالك
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصِّبا فيها فحنوا لذلكا
والوحدة الزمانية: أن تحس الشيئين في زمن واحدة، فإذا وقع بصر الإِنسان على شيئين في وقت واحد، ثم رأى أحدهما بعدُ، تذكر الآخر، بل إذا حدّث عن شخصين في وقت واحد حتى ارتسم لكل منهما صورة في قوته