- ومن ذلك ما كتبه الثقة الزكي، البارع، السيد أحمد بن سليمان، أحد العدول ببلد الصمعة، ونصه (١):
الحمد لله الصمد العزيز الواحد، المثيب في مواقف القيامة على إخلاص النيات وحسن المقاصد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي هدى الله الأنام بآياته، السيد الذي نالت أمته به السعد وبلغت من الفخر نهاياته، وعلى آله وأصحابه أولي الهمم العظيمة، والعقول الفياضة والأذواق السليمة.
أما بعد:
فيا بدر سماء المعارف، وشمس الفضائل والعوارف، ويا معدن السر المصون، ومن بلغ رتبة لا تنبغي لأحد من أهل عصرك أن تكون:
إمام له قَدْرٌ منيفٌ ورفعةٌ ... وأغربُ مِنْ ذا ليس يوجد مثله
من غدا في بحر المجادة يسبح بالباعين، أخونا الشيخ "سيدي محمد الخضر بن الحسين"، كيف لا وأنت المقتفي سبيل أسلافك العلماء الأعلام، وخلاصة أهل المجد الجهابذة الفخام، لا زالت معاليك الجامعة وأعلامك الخافقة عالية المرصاد، بين كل رائح وغاد من العباد. آمين آمين وأمناً للأمين، فقد أسعدنا الحظ برؤية ما شرفتم به ابننا من سعادتك العظمى، وكرعنا من عذب موردها الأحمى:
الله أكبر إنها عربية ... ختْمت كما بدئت بإسماعيلِ
فألفيناها كما قيل وأعلى ما قيل، فقد أتيتَ فيها بمعاني فصل الخطاب،
(١) العدد السادس عشر - الصادر في شعبان الأكرم ١٣٢٢.