للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحد أعيان المتطوعين بالجامع الأعظم، ونصه (١):

نحمدك يا من أسست صنع العالم على أكمل قواعد الإبداع والإتقان، وأدمت بسعة فضلك استهلال غيوث الإنعام والإحسان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي تخلصت ببعثته البرية من المهالك، وشربت من حياض كرامه كأساً ختامه مسك وفي ذلك، وعلى آله وأصحابه المحرزين قصبات السبق في مضمار البلاغة، أكمل صلاة وأشرف تسليم.

أيها الفاضل الجليل، والبارع الذي عزَّ أن يكون في هذا العصر له مثيل، حميد الأخلاق الحدبه المذاق، ومظهر أسنى المثاقب والكون في الانغلاق، مصدر حميد المآثر المنفرد بجمعه بين حسن البراعة والسكينة، والمشير بحسن براعته من خمائل الترسيل كمينه وثمينه، العالم المحقق الثبت ذو اللسانين، "الشيخ محمد الخضر بن الحسين"، زان الله تعالى دوائر المعارف بأمثال كماله، وكمال أمثاله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فإن الله جلَّت قدرته قد اقتضت حكمته الصمدانية، أن ألبس هذا القطر المحروس ثوب الفخار، وأطلع في سمائه سعادتكم شمساً في رابعة النهار، ولقد أسعدنا الحظ برؤيتها، والكرع من عذب موردها، فألفيناها كما قيل وفوق ما قيل:

بدائع أبدتها محاسنك التي ... يكلُّ لساني أن يحيط بها وصفا

ثم لو حاول المحاول تمجيدها بصفة الإطناب أو الأخرى كفاه ثم


(١) العدد الخامس عشر - الصادر في غرة شعبان الأكرم ١٣٢٢.