ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم، منها الأحاديث التي يضعونها في فضائل الأيام والشهور التي يتسلمها خطباء المنابر من كتب لا تتحرى في رواية كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام، وما كان ينبغي لهم أن يسندوا حديثاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بعد البحث عن رتبته في الكتب التي تكفَّلت بذلك، ولقد أكمل الله الدين من قبل أن يتجشأ أولئك الدجالون بما افتروه على رسول الله كذباً، ومن ذلك الأحاديث الموضوعة في فضل رجب وصيامه، ونذكر الآن بعضها:
منها حديث:"في رجب يوم وليلة، من صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة، كان له من الأجر كمن صام مائة سنة وقام مائة سنة، وهي لثلاث ليال بقين من رجب، في ذلك اليوم بعث الله محمداً نبياً" قال "الحافظ السيوطي" في "الذيل": في إسناده هياج، وهو متروك الحديث.
ومنها الحديث الطويل، وهو أن رجلاً سأل أبا الدرداء عن صيام رجب، فقال: سألت عن شهر كانت الجاهلية تعظمه في جاهليتها، وما زاده الإِسلام إلا فضلاً وتعظيماً، فمن صام منه يوماً إلخ. قال "السيوطي في الذيل": إسناده ظلمات بعضها فوق بعض وفيه داود وهو كذَّاب وضَّاع.
ومنها حديث "رجب من أشهر الحرم، وأيامه مكتوبة على أبواب السماء السادسة، فإذا صام الرجل منه يوماً" إلخ الحديث. قال "السيوطي في الذيل" أيضاً: "في إسناده إسماعيل بن يحيى التميمي متهم بالكذب".
= بعد تحققه عدم وضعه، ولا يكفي في ذلك سماعه من عالم أو خطيب أو رؤيته في كتاب، إلا إذا أسند إلى من يوثق بروايته.