منه عتقاء من النار، وإن لله مدائن لا يدخلها إلا من صام رجب". في إسناده الأصبع ليس بشيء كما في "الذيل"، وفي "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" أن صوم أول خميس من رجب مما أحدثه العوام من البدع.
الغرض من بيان وضع هذه الأحاديث إنما هو تمييز الخبيث من الطيب، وإلا فالصوم، والاستغفار، والصلاة هي من العبادات التي يستحب فعلها ممن استطاعها في كل وقت غير منهي عنه.
مما شاع على الألسنة حديث "يدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم" وهو موضوع، كما نبّه عليه صاحب "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة"، وقد اغترّ بعض المفسِّرين، فحمل قوله تعالى:{يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}[الإسراء: ٧١] على معنى ذلك الحديث.
قال في "الكشاف": "إن من بدع التفاسير أن الإِمام جمع أم، كخف وخفاف، وأن النَّاس يدعونَ يوم القيامة بأمهاتهم، وإنَّ الحكمة في الدُّعاء بهنَّ دون الآباء رعاية حق عيسى عليه السلام، وشرف الحسن والحسين، وأن لا يفضح أولاد الزِّنى، وليت شعري أيُّهما أبدع أصحة تفسيره أم بهاء حكمته؟! ".
وقد ثبت ما يخالفه، ففي "سنن أبي داوود" بسند جيِّد، كما قاله النووي من حديث أبي الدَّرداء مرفوعاً "أنَّكم تدعونَ يومَ القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسِّنوا أسماءكم".
وفي الصحيح من حديث ابن عمر مرفوعاً "إذا جمع الله الأوليِّن والآخرين يوم القيامة، يرفع لكل غادر لواء، هذه غدرة فلان بن فلان".