للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو يهرب عنه، فلا يخلو الحال من أن يكون المتكلم هو الطالب لها، أو الهارب منها من تلقاء السامع، أو يكون السامع هو الطالب لها، أو الهارب عنها من تلقاء المتكلم، فما كان من المتكلم إلى السامع مما شأنه أن يُطلبْ يُسمى إذا لم يُعلم رأيه فيه غرضاً، وما كان من تلقاء السامع إلى المتكلم وكان طلباً جزماً يسمى اقتضاء، فإن كان بتلطف يسمى استعطافاً، وإن كان يُرى أنه قد جاوز الوقت الذي كان يجب فيه سُمي استبطاء، فإن كان مما شأنه أن يُهرب منه وانتدب المتكلم من تلقاء نفسه، أو من غيره سُمي ذلك إيعاداً أو تهديداً أو إنذاراً أو تخويفاً، فإن خافه من تلقاء السامع، واستدفعه إياه سُمي ذلك استعفاء أو استقالة أو ترضيَّاً، وقد يكون الشيء المطلوب أو المهروب منه أحد شيئين، فيُشكِل على القائل أو السامع أيهما يجب أن يُطلب أو أيهما يجب أن يُهرب منه، أو يُشكِل الطريق الهادي إلى ذلك، فيشير القائل على غيره، فيكون الكلام على هذا إشارة أو استشارة.