للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كمنْ يحسو لمخمصةٍ سَويقاً ... وباتَ ولِصْقَ لمَّتهِ الرِّجامُ

يحول كلاهما في اللَّحْدِ قوتاً ... وينزَحُ ماءَ وجنتهِ الرّغامُ

فلا تملأْ فؤادك بارتياحٍ ... إذا حيّاكَ من فَمِها ابْتسامُ

تِلنْ أعطافُه للصبْرِ مهما ... تلاقت من نوائبها سِهامُ

ومنْ ضغطَتْ عليهِ يدُ البلايا ... بأرزاءٍ يطيش لها المَنامُ

توجَّهَ للذي نجّى (ابنَ متّى) ... وقد واراه في الحوتِ الْتقامُ

ووضعُ يدٍ على العملِ انتهازاً ... لوَفْرِ المالِ يفعلُه الكِرامُ

فتلكَ يدٌ تجولُ، وذاك قلبٌ ... له بمعونةِ الله اعتصامُ

ولا يبتزُّ من نسُكِ الفتى أن ... تحيطَ به الجنائبُ والسِّيامُ

وبسطُ الشكْرِ بين رُبى نعيمٍ ... أعزّ جنىً تفوقُ به السهامُ

وسَمْتُ الشرْعِ أجمل ما تراهُ ... بصائرُ لم يلامِسْها سَقامُ

فلا يجمد بصلبِكَ عن ركوعٍ ... تهكّمُ مَنْ عبادتُه المُدامُ

أرى عمَرَ الحكيمَ كبيتِ شعرٍ ... تراصَف من مقاصدِه رُكامُ

فذا لفظٌ لهُ معنى صُراحٌ ... وفي مطويِّهِ دُرَرٌ وِسامُ

وهذا حِليُ ظاهرِه مُساغٌ ... وملءُ ضميرِه هِمَمٌ عظامُ

ومنْ لم يفقهوا للوقتِ معنًى ... تباهَوا في خَلاعتهم ونامُوا

ولاقوا من يجاذبهم لرُشْدٍ ... بأذنٍ لا يفضُّ لها صِمامُ

إلى أن يستفيقَ بهم مشيبٌ ... وشيب الصَّدع للغاوي لِجامُ