فمنْ يبذُلْ لهم مسعاه يوماً ... تنادَوا أن ألمَّ به اهتضامُ
ومنْ يمسِكْ إذا ما استصرخوهُ ... عِناناً يُسلموهُ إِذاً يُضامُ
وفيهم من يرافقُ في صفاءٍ ... تفتقَ عن حقيقتهِ اللِّثامُ
ومَنْ هو ماسحٌ بصباغِ وُدٍّ ... وللبغضاءِ في الصدرِ اضطرام
ومَنْ يرمي على عَلَنٍ بضِغْنٍ ... يمثّله مقالٌ أو حُسامُ
فمنْ صافى يُصافَ ومن يهاجمْ ... يدافع بالتي فيها قَوامُ
ومَنْ لبِسوا المداجاةَ اسْتقمنا ... لهم عند التلاقي ما استقامُوا
وفي الإخوان من يجفو ولكن ... يلوح لصدقِ خُلَّته وِسامُ
فشدَّ إليكَ حَبْلَ الوصْلِ حينًا ... وإن شئت المَلامةَ فالمَلامُ
وشأو الحمدِ يدرك باعتلاءٍ ... على غضَبٍ يهيجُ به انْتقامُ
فكمْ قَدمٍ هَوتْ بمغاصِ ذَنْبٍ ... وسائقها لدى السعي احترامُ
وما مُلَحٌ بنادي الأنْسِ تُلقى ... إلى أدبٍ عَلا إِلا جِمامُ
فلا يطوي جلالَتَك انْبساطٌ ... يلَذُّ مع الرفيق به كلامُ
وفي الرؤساءِ ذو أدبٍ فسيحٍ ... وفي أذواقِ بعضهمُ انْخِرامُ
فنستوفي الخلوصَ لمنْ تَزَكّى ... ونحذرُ مَنْ يتيهُ به المَقامُ
وما شأن الحياةِ بمستقرٍّ ... على حالٍ يحالفُه الدَّوامُ
كِلا الحالين مِنْ كَدَرٍ وبِشْرٍ ... يُعانقُه على الأثَرِ انْصرامُ
ومنْ يَصعرْ إلى الدّيباجِ خدّاً ... ونُضِّدَ في موائده طَعامُ