على الورقات، والتجويد برواية قالون، والجزرية، وصغرى الصغرى، والأربعون النووية، والجامع الصغير، وبانت سعاد، والهمزية للبوصيري، والخزرجية، والمقا مات الحريرية، والسوسي، والربع المجيب، كلها بالتدريس، فبعضها ختمناه، وبعضها قاربنا ختمه، وبعضها انتهينا إلى أثنائه. هذا سوى ما جرى ذكره من إفادات المذاكرات، ولاحت أقماره في دوران أفلاك المحاورات، خلال الاستنطاقات الشفاهية، والمسايلات الكتابية، فهنيئاً له من شابٍّ نَبَغْ، وسيبلغ إن شاء الله من أخذ عنه ما بَلَغْ. والآن لمّا حُظي برتبة التقديم لإقراء العلوم بالجامع الأعظم، استحق أن تكتب له إجازات مؤذنة باستكمال الشهادات.
ومَنْ منعَ المُسْتوجبينَ فقد ظَلَمْ
فأقول مستعيناً بالله: أجزت الشيخ محمد الخضر المذكور بعلوم المعقول والمنقول من الفنون المتداولة، والكتب المتناولة، كما أجازني بذلك شيوخي بأسانيدهم المتصلة بالمؤلفين، وتعدادهم هنا يطول، ولنقتصر على البعض تيمُّناً بهم، ولم أذكر هنا من أسانيدنا التونسية الجليلة إلا قليلاً، لأن المجاز المذكور يريد أخذها عن الحاضرين منهم.
ولنبدأ بالحديث الشريف كما هو عادة المسندين مقدّماً موطأ الإمام مالك - رضي الله عنه - عن ساير الأئمة. فسندنا فيه عن العلامة الجامع للشريعة والحقيقة سيدي محمد أبي خضير المدني رحمه الله ورضي عنه، عن الشيخ أحمد بشارة الشافعي، عن الشيخ محمد الأمير الكبير، عن الشيخ علي السقّاط الفاسي، عن الشيخ محمد الزرقاني شارحه عن والده سيدي عبد الباقي، عن الشيخ علي الأجهوري، عن محمد بن أحمد الرملي، عن شيخ الإسلام زكريا،