الشبيبة، وتنشئتهم على أسس قويمة من الخلق والعلم والدين، فلما أن [قامت] الحرب العالمية سنة ١٩١٤ م، خاض غمارها، وساهم فيها بنصيب وافر، فاتصل بالمرحوم أنور باشا التركي وزير الحربية حينذاك، ثم وصل إلى ألمانيا، فقضى فيها زهاء التسعة أشهر تعلم أثناءها اللغة الألمانية، ودرس حالة المجتمع هناك، ثم أقبل على دراسة علوم الكيمياء والطبيعة على البروفسور (هاردر) أحد كبار المستشرقين من العلماء الألمان، ثم رجع إلى دمشق، فمكث فيها قليلاً، ورحل إلى إستنبول، فعين محرراً بالقلم العربي في إدارة الأمور الشرقية، واستمر رافعاً لواء العلم حتى قارب عقد الهدنة، واشتدت الأحداث السياسية، فاضطر إلى الرحيل إلى ألمانيا ثانية، ومكث بها نحو سبعة أشهر، قضاها باحثاً ومنقباً، إلى أن خمدت نار الحرب، ووضعت أوزارها، فرجع.