للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأبا تمام الطائي:

نقِّلْ فؤادَك حيثُ شئتَ من الهَوى ... ما الحبُّ إلا للحبيب الأولِ

كم منزلٍ في الأرضِ يَأْلَفُهُ الفَتَى ... وحنينُه أبداً لأوَّلِ منزلِ

وتولى أيضاً رئاسة تحرير مجلة "نور الإسلام" لسان الأزهر، وكان له فيها مقالات غُرَر، ومما يدل على قيمتها الجليلة: أنها ترجمت إلى اللغة الإنكليزية تبشيراً بالإسلام، والشيخ كان من أكبر الذين كوّنوا مشروع (الشبان المسلمين) بمصر، وهو الآن مدرس بكلية أصول الدين، يدرّس أصول الشريعة؛ كالحديث والتفسير، وهو شاعر مفلق حاذق، ومن شعره الذي أحفظه قوله:

بسطتَ شُعاعَ عِلْمك في نفوسٍ ... تسوقُ إليك ما اسطاعت حُتوفا

كذا الأقمارُ تكْسو الأرضَ نوراً ... ولولا الأرضُ ما لقيتْ خُسوفا

وقوله وهو من جيد الشعر:

أرى مُثْمِرَ الأغصانِ يَدْنو من الثَّرى ... وعاطِلُها يبغي بهامتِه الشِّعْرى

فَأَذْكُرُ إذْ يهوي الغمامُ تواضعاً ... وَيرْفَعُ مسلوبُ العُلا أنفَه كِبْرا

وقوله:

عذْرْتُكَ إذ صوَّرْتَ في نفسكَ الهُدى ... ضلالاً وصوَّرْتَ الضلالَ رَشادا

فإنَّ زُجاجاتِ المصوِّرِ تقلِبُ الـ ... ـسَّوادَ بياضاً والبياضَ سَوادا

ومن شعره في السجن الذي سجنه فيه السفاك جمال باشا بدمشق، وقد مكث فيه ستة أشهر: