للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنا لولا هِمَّةٌ تحدو إلى ... خِدْمةِ الإسلامِ آثرتُ الحِماما

ليستِ الدُّنْيا وما يقسُمُ مِنْ ... زَهْرِها إلّا سَرابا وقَتاما

وما أبدع قوله وأجمله:

لا خَيْرَ فيمنْ خفَّ طبعاً واشترى ... بلطائفِ الأُدَباءِ كأسَ مُدامِ

والشِّعْرُ كالبَيْداء هذا مَهْمَهٌ ... قَفْرٌ وهذا كُنَّسُ الآرامِ

وبعد:

فقد رفع الشيخ تونس بعلمه الزاخر، وأدبه الكبير، وأخلاقه الإسلامية، نَعَمْ، رفعها مكاناً عليّاً، فله الشكر بكرة وعشيّاً.

وقد منَّ الله على الأستاذ أن سهَّل له الذهاب إلى الحج، فحجَّ الشيخ في عام ١٣٥٢ هـ، وعند رجوعه إلى مصر سالماً غانماً، احتفلت به جمعية "الهداية الإسلامية" احتفالاً لائقاً بمقامه الكريم، وعلمه الغزير، ومما قاله الأستاذ الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني في خطبته: "أي وربّي الله! إن الأستاذ الخضر لنفحة من نفحات الحق في هذا العصر، جاد بها الجواد على هذا الزمان العقيم، فأحيا به من موات الإسلام، وجدَّد بعزمه من شباب الدين، ونضَّر بأخلاقه من وجه الفضيلة، ورفع بنبوغه من منار العلم، وجبر بهِمته من كسر الشّرق وأهل الشرق، فإذا نحن رحّبنا به، فإنما نرحب بلسان الإسلام والدين والفضيلة والعلم، والشرق والشرقيين".

وأُلقيت في تلك الحفلة قصائد كلها تفيض إخلاصاً، وتتدفق محبة وحناناً لذلك الرجل الذَّكَر (١)، والعلّامة العَلَم.


(١) يقال للكامل من الرجال: رجل ذَكَر، وللكاملة من النساء: امرأة أنثى.