رجب سنة ١٢٩٣ هـ = ١٦ من أغسطس ١٨٧٦ م)، وبها نشأ وتعلم، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وألمَّ بشيء من الأدب والعلوم العربية والشرعية.
ثم انتقل وهو في الثانية عشرة من عمره سنة (١٣٠٥ هـ = ١٨٨٨ م) إلى تونس العاصمة، والتحق بعد عامين بجامع الزيتونة، وهو سورة مصغَّرة من الأزهر في ذلك العهد، تُقرأ فيه علوم الدين؛ من تفسير، وحديث، وفقه، ونحو، وصرف.
وفي الزيتونة تقدم الطالب النابغة في تحصيل العلم، وظهرت أمارات نبوغه في العلوم العربية، والشرعية، وتجلّى ذوقه الأدبي في الإنشاء، حتى تخرَّج سنة (١٣٢١ هـ = ١٩٠٣ م) حاصلاً على الشهادة العالمية، وأصبح بذلك من علماء الزيتونة.
* في معترك الحياة:
وفي العام الذي تخرج فيه أنشأ مجلة "السعادة العظمى"؛ لتَنْشر محاسن الإسلام، وتفضح أساليب الاستعمار الذي يحاول أن يطمس نور الشريعة عن عيون المسلمين، ويبذل جهوداً مضنية لتشويه اللغة العربية، ورميها بالجمود والتخلّف؛ لينصرف الناس عن قرآنهم المجيد، وأحاديث نبيَّهم الكريم، وقامت المجلة بمهمتها -حسب الطاقة والجهد- في عزم وصبر شديدين، وإلى جانب التدريس والخطابة بالجامع الكبير بمدينة "بنزرت" تولَّى قضاءها في سنة (١٣٢٤ هـ = ١٩٠٥ م)، غير أنه ما لبث أن ترك وظيفة القضاء المرموقة سنة (١٣٢٦ هـ = ١٩٠٨ م).
وعاد إلى تونس العاصمة، وعمل مدرساً بالمدرسة "الصادقية"، وهي