حسن حسني عبد الوهاب المؤرخ الكبير -حفظه الله سنداً لتاريخ الإسلام- عن "الفقير"، فذاك انعكاس سورة من خلقه الكريم في مرآة نفسه، ففاضت بالحديث إليكم في مناسبة، فإذا شكرته، فإنما هو شكر الجميل، وحمد الأخلاق الفاضلة، جزاه الله عن حسن ظنّه بإخوانه وأبنائه خير الجزاء.
كوكب سنيّ أضاء من سماء المغرب في أفق (تونس الخضراء) شقيقة القاهرة وأختها، ومن القديم تزجي العناية الربانية بدور (تونس) إذا اكتملوا إلى مصر؛ ليبددوا سحباً من الشكوك، يحوك أديمها مراض الأفئدة ضعاف القلوب، وليضعوا في بناء الأخلاق أسساً، وليربّوا من الناشئة نفوساً، وحسبنا في القديم شيخ المؤرخين، وفيلسوف الاجتماع ولي الدين ابن خلدون، قاضي قضاتنا، وحضين تربتنا.
وفي الحديث، هو ذلك البدر المنير، فرع الدوحة الطاهرة المباركة، أستاذي - وشرف الإضافة - استفدناه من (يا عبادي)، العلامة مجدد القرن الرابع عشر، سيدي صاحب الفضيلة والفضل الأستاذ الشيخ (محمد الخضر) - أطال الله في حياته-.
كم أنا أيها الصديق الجليل شاعر بالغبطة والفخر، إذ كنت ملحوظاً بعناية هذا المربي العامل مشمولاً برعايته وفي كنفه، وإن نفسي لتدفعني بشدة إلى أن أصنع بقلمي -على عجزه- ترجمة وافية تحوي آثار قلم السيد المتفرقة شعراً ونثراً، والكلام على رحلاته في الشرق والغرب، ومناقبه، وسموّ محتده؛ تزلفاً إلى الله تعالى، وأداء بحق البنوّة والتلمذة، وقد استخرت الله تعالى في جمع المعلومات من مظانّها، ومراقبة ما يكتب عنه في الجرائد الإسلامية وغيرها، وساعدني -حفظه الله- وأرشدني إلى كثير منها.