والسكان الأصليون بالجزائر هم من عنصر البربر، وبالفتح الإسلامي دخل بلاد الجزائر أقوام من صميم العرب، واختلطوا بالبربر، وأخذت الروح العربية تسري مع الروح الإسلامية في قبائل البربر، إلى أن خرج المعز الصنهاجي بتونس عن طاعة الخليفة الفاطمي بمصر، فأرسل الفاطمي القبائل العربية من بني هلال، وبني سليم، وغيرهم إلى إفريقية؛ لينتقموا من الدولة الصنهاجية، ففتكوا بالدولة الصنهاجية، واجتاحوا دولة الحماديين بالجزائر. ولا يعنينا أن نذكر في هذا المقام ما كان لهجوم هذه القبائل من آثار منكرة، وإنما يزيد أن نقول: قد كان لنزول هذه القبائل ببلاد البربر أثر كبير في تقوية العنصر العربي، وأخذ البلاد مظهراً عربياً راسخاً.
ثم نزح إلى الجزائر أيام الهجرة الأندلسية طوائفُ من عرب الأندلس، فازداد بهم العنصر العربي قوة.
واستوطن في العهد الذي صارت فيه الجزائر ولاية عثمانية طوائفُ من الأتراك، وردوها بصفة شخصية، أو لأعمال حكومية، ولم تلبث أُسَر هؤلاء الأتراك أن استعربوا في عاداتهم ولغتهم، واندمجوا في الأمة الجزائرية، فسكان الجزائر المسلمون: عرب، أو بربر، أو أتراك مستعربون.
* حالتها السياسية قبيل الاحتلال:
قامت في الجزائر بعد الفتح الإسلامي حكومات تختص بها؛ كحكومة