بني حماد في "بجاية"، وحكومة بني عبد الوادي في تلمسان، ويشملها في بعض العهود سلطان الدولة العبيدية "الفاطمية" بتونس، وكانت في بعض العهود مشمولة برعاية دولة الموحدين في المغرب الأقصى، إلى أن مدّ إليها الإسبان أيديهم سنة ١٥٠٩ م، واستولوا على "وهران"، و"بجاية" وغيرها، ثم جاء عروج بن يعقوب بربروس، وأخوه خير الدين بربروس من الروملي، فطردوا الأسبان، وصارت منذ ذلك العهد تابعة للدولة العثمانية، وجرت في أحكامها مجرى الولاية العثمانية، وفي عهد السلطان أحمد خان الثالث أحست حكومة الجزائر بشيء من القوة، فنحَتْ نحو الاستقلال في الأحكام، وأصبحت صلتها بالدولة العثمانية اسمية.
وكان الوالي العام، وهو تركي يدعى: الباشا، أو الداي، وكانت الحكومة تتمتع باستقلال داخلي تحت السيادة الاسمية للخليفة العثماني، والأتراك بالجزائر هم الذين ينتخبون الوالي العام من أحد قدماء الجنود، ثم يرفعون تعيينهم له إلى السلطان بالآستانة، فيوافق على ذلك.
وتنقسم الجزائر إلى ثلاث مقاطعات: مقاطعة قُسَنطينة، ومقاطعة المديَّة، ومقاطعة وَهْران، وللوالي العام في كل مقاطعة نائب يدعى: الباي، وكل باي من هؤلاء يتصرف في مقاطعته تصرف المستقل، وتكاد علاقته بالوالي العام (الباشا) لا تتجاوز الجندية، ومال الجبايات المفروض على المقاطعة دفعُه للخزينة العامة.
* حالتها الثقافية:
لم يكن بالجزائر لذلك العهد معهد علمي؛ كجامع الزيتونة في تونس، أو جامع القرويين في فاس، ولا مدارس خاصة للتعليم، وإنما تدرس بها علوم