الدين والعربية وملحقاتها؛ من نحو: المنطق، والحساب، والفلك في المساجد، وزوايا (رياضيات) مشايخ الطرق، وهي منتشرة في طول البلاد وعرضها، وهذه الطرق لا تخلو من بدع ينكرها علماء الشريعة، ولكن زواياها قامت بتحفيظ القرآن الكريم، ودراسة العلوم الدينية والعربية في وقت لم يوجد فيه ما يقوم مقامها في ذلك القطر من المدارس والمعاهد العلمية.
وقد يرحل بعض طلاب العلم الجزائريين إلى الجامع الأزهر، أو جامع الزيتونة، أو جامع القرويين، ثم يعودون إلى الجزائر، ويعلِّمون ما تلقوه في هذه الجامعات من علوم.
وقد اطلعنا على مؤلفات في العلوم الدينية أو العربية لجماعة من علماء ذلك العصر، فألفيناها تدل على اطلاع ورسوخ في العلم.
* كيف وقع احتلال فرنسا للجزائر؟
كان آخر الولاة الأتراك بالجزائر حسين باشا، تسلم ولايتها في ٢٢ فبراير سنة ١٨١٨ م، وكان ذا شهامة وعزم، فأقبل على تنظيم الجندية، وتقوية الأسطول، وأخذ يُعِدُّ القوة ما استطاع، وفي عهده هجمت فرنسا على الجزائر، وتمّ لها احتلالها من بعد، أما الأمر الذي اتكأت عليه فرنسا في هذا الهجوم، فهو أنه كانت في الجزائر شركة تدعى: شركة باكري وبوشناق (اليهوديَّين)، وكان لهما معاملات جارية مع فرنسا، حتى صار للشركة على فرنسا من الديون سبعة ملايين من الفرنكات، وكان على هذه الشركة ديون كثيرة، بعضها لخزينة الحكومة الجزائرية، وبعضها لأفراد من التجار، فدفعت فرنسا لباكري وبوشناق من دَينهما المشار إليه ٤.٥٠٠.٠٠٠، وأبقت ٢.٥٠٠.٠٠٠ فرنك في خزينة الودائع إلى أن تنتهي قضية الشركة مع غرمائها، وأدرك حسين باشا من صنيع