فرنسا ضياعَ حق الخزينة الجزائرية، فبعث إلى ملك فرنسا رسالة في هذا الشأن، فلم يرد إليه الملك جواباً، وكانت فرنسا تترقب فرصة لوجود خلاف بينها وبين حكومة الجزائر؛ لتتذرع به إلى إعلان الحرب عليها.
قال (مسيو هنري فارو) في كتابه "التاريخ العام للجزائر" ما نصه:
كانت حكومة فرنسا قد عزمت على أن تضع حداً للقرصنة الجزائرية، وأرادت أن تغتنم فرصة مغيب أكبر السفن الحربية الجزائرية في الشرق؛ كي تجد دعوى تبرر إعلان الحرب على الجزائر، فأرسلت تعليمات خاصة إلى قنصلها تأمره بأن يغتنم أي فرصة لإيجاد الخلاف النهائي.
وكان حسين باشا يخاطب قنصل فرنسا (الجنرال دوفال) في شأن ما كتب به إلى ملك فرنسا من حق الخزينة الجزائرية في أموال (باكري وبوشناق)، فلا يجد عنده الجواب المرضي.
وفي أول يوم من شوال سنة ١٢٤٣ هـ دخل القنصل (دوفال) على الباشا مهنئاً بعيد الفطر، فسأله عن عدم رد الملك جواباً عن رسالته، فأجابه (دوفال) في حدَّة: ليس من عادة الملك أن يتنازل لإجابة من هو دونه، فاغتاظ الباشا من هذه الإهانة الخارجة عن حدود اللياقة، وكانت في يده مروحة من ريش النعام، فصاح بالقنصل مشيراً بالمروحة:"أخرج من هنا"، ولمست أطرافُ المروحة وجه (دوفال)، فخرج القنصل، وأسرع بإخبار ملك فرنسا بما وقع، فجاءه الأمر بمغادرة الجزائر، فغادرها هو ومن معه من الفرنسيين المقيمين في الجزائر.
أجمعت فرنسا على محاربة الجزائر، وسيّرت جيشاً بقيادة الأميرال (دوبري) في ٢١ ذي الحجة سنة (١٢٤٥ هـ، ١٩ يونيه سنة ١٨٣٠ م)، ونزل