واتصل الخبر بحسين باشا، وتلقاهم بجيوش كانت عاقبتهم - بعد دفاع عنيف - الفشل، وتقدم الفرنسيون إلى العاصمة، فطلب الباشا الأمان لنفسه وأهله وجميع الأهالي، فأجابه قائد الجيوش الفرنسية على شروط تضمنتها معاهدة كتبها القائد الفرنسي، وأرسلها إلى الباشا للتوقيع عليها، ولم يسعه إلا التسليم، فوضع على المعاهدة توقيعه، ونص المعاهدة:
١ - على الساعة العاشرة من صباح يوم ٥ يوليه، يسلّم إلى الجند الفرنسي حصن القصبة، وسائر الحصون الأخرى التابعة للجزائر، ومرسى هذه المدينة.
٢ - يتعهد القائد العام للجند الإفرنسي نحو صاحب السمو داي الجزائر، بأن يترك له حريته، وكل ثروته الخاصة.
٣ - يستطيع الداي بكل حريته، أن يسافر صحبة عائلته وأمواله إلى المكان الذي يختاره، وما دام مستقراً في الجزائر، فإنه يكون تحت حماية القائد العام للجند الإفرنسي، وتقوم فرقة من الجند الإفرنسي على حراسته وحراسة عائلته.
٤ - كل الجنود الأتراك التابعين أوجاق الجزائر يتمتعون بنفس الحقوق المقررة في الفصول السابقة.
٥ - إقامة الشعائر الدينية المحمدية تكون حرّة، ولا يقع أي مساس بحرية السكان من مختلف الطبقات، ولا بدينهم، ولا بأملاكهم، ولا بتجارتهم وصناعتهم، وتحترم نساؤهم، والقائد العام يتعهد بذلك عهد الشرف.
٦ - يقع تبادل هذه الوثيقة ممضاة يوم ٥ يونية قبل الساعة العاشرة