ببعض إنتاجه، وزوّدنا بنصائحه وتوجيهاته، وفي غضون زيارتي لدمشق، زرت شقيقه الشيخ زين العابدين، فاستضافني، وفرح بمقدمي، وأهداني بعض كتبه. وهناك تعرفت على ابنه الأستاذ علي الرضا الذي زارني بتونس.
أما الشيخ المكي، فهو صديق العائلة، تعرفت عليه بواسطة شقيقي سيدي محمد شمام صديقه الحميم، وكان يزورنا بمحلنا من نهج الناعورة نهج الباشا، ونزوره برحبة الغنم، ونجالسه في مكتبة الاستقامة عند الشيخ الثميني، توفي الشيخ المكي -رحمه الله- في (٢٠ شعبان سنة ١٣٨٢ هـ الملاقي ٢٦ جانفي سنة ١٩٦٣ م).
وثلاثتهم -رحمهم الله- من كابر العلماء، أثروا المكتبة العربية بمؤلفاتهم وتحريراتهم، فخلّد التاريخ ذكرهم، وها نحن أولاء نعدد محاسنهم مترحِّمين عليهم.
وعائلة الشيخ محمد الخضر تنتسب إلى الطريق الصوفية، فأبوه، وجدُّه للأب ينتسبان للطريقة الرحمانية، أما جدّه لأمه، فهو الشيخ مصطفى ابن عزوز شيخ الطريقة الرحمانية، وخاله الذي رباه وعلمه هو الشيخ محمد المكي بن عزوز كان علماً من أعلام العلم والأدب والمعرفة الواسعة، وفذاً من الأفذاذ في معرفة الكتب، مع الحرص على اقتنائها وجمعها، كان أديباً شاعراً، تولّى خطة الإفتاء بنفطة، وانتقل إلى الآستانة ودرّس بها الحديث الشريف، ونقل معه من تونس مكتبته التي يصفها الشيخ الفاضل ابن عاشور بأنها مكتبة من أندر وأعز وأنفس المكتبات وأفضلها من الخزائن الخاصة في العالم الإسلامي. -توفي رحمه الله- سنة (١٣٣٤ هـ الملاقي ١٩١٦ م).