في هذه البيئة، وفي كنف خاله هذا، تربّى شيخنا الخضر، الذي تحدث عن نشأته، فقال:"نشأت في بلدة من بلاد الجريد بالقطر التونسي يقال لها: "نفطة"، وكان للأدب المنظوم والمنثور في هذه البلدة نفحات تهب في مجالس علمائها، وكان حولي من أقاربي وغيرهم من يقول الشعر، فتذوقت طعم الأدب من أول نشأتي، وحاولت وأنا في سن الثانية عشرة نظم الشعر" حتى انتهى بإصدار ديوان "خواطر الحياة".
وهو يتحدّث عن عناية خاله به، فيقول:
"أستاذي الذي شبّت في طوق تعليمه فكرتي، وتغذيت بلبان معارفه في أول نشأتي، العلامة الهمام القدوة خالنا الشيخ محمد المكي بن عزّوز".
وخاله هذا يراسله مقرظاً مجلة "السعادة العظمى" التي أصدرها حفيده معرِّضاً بأنه ربّاه وسانده، فيقول له:
"وأنبئكم أنه لما أشرقت غرّتُها، وانبلجت ديباجتها، تصفَّحت دررَ عقودها، وتعمدت سبرَ عودها، لنعلم كيف نتيجة تربيتنا، وإلى أي طور بلغ فرعُ دوحتنا، وبأي ثمرة تفتر أكمامُه، وعلى الوطن بأي صفة تهب أنسامُه".
* التحاقه بجامع الزيتونة:
انخرط الشيخ الخضر في سلك طلبة الزيتونة سنة (١٣٠٧ هـ الملاقي ١٨٨٧ م)، وأغرم من أول عهده في الدراسة بالأدب والشعر.
يقول متحدثاً عن نفسه في مقدمة ديوانه "خواطر الحياة": "انتقلت أسرتي إلى مدينة تونس، والتحقت بطلاب العلم بجامع الزيتونة، وكان من أساتذة الجامع -وهم في الطبقة العالية من طلاب العلم- من أولعوا بالأدب،