للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا أنسَ مغتربٍ وموئلَ لاجئٍ ... وكفى بما شهد البريّة شاهدا

أهدي لكم مني تحيةَ شائق ... لكريم خلقكم الهنيّ مواردا

ما زلتُ أذكرها بمصرَ مجالساً ... لكُم علينا قد نثًرْنَ فَرائدا (١)

أبقاك من رقاكَ أرفعَ رتبةٍ ... وحباك من كل الأمورِ مَراشِدا

وبقيتَ من كل الخُطوبِ مسلَّماً ... لجميعِ ما ترجو وتأملُ واجدا

علي النيفر

تونس ٢٧ ذو القعدة ١٣٦٨ هـ

لما بلغت القصيدة الشيخَ الإمام محمد الخضر حسين، أنس بها، وأجاب عنها بقصيدة على نفس الروي والقافية، وجّهها للوالد (الشيخ علي النيفر) عن طريق البريد، بتاريخ المحرم سنة (١٣٦٩ هـ - ١٩٤٩ م) قدّم لها بما يلي: "حضرة الأستاذ الماجد الشيخ علي النيفر -حفظه الله-.

بعد إهداء أطيب التحية، أتشرف بأن أجيب عن قصيدتكم الغرّاء بالقصيدة التالية":

رعى اللهُ حسنَ العهْدِ هزَّ قريحةً ... فألْقَتْ علينا من حَلاها فَرائدا

وما الكَلِمُ الفُصْحى سِوى دُرَرِ إذا ... تَلاقتْ على القِرْطاسِ صارت قَلائدا

وربَّ قصيدٍ هاجَ ذكرى تثيرُ مِنْ ... تَباريحِ شوْقٍ ما يُذيبُ الجَلامدا

قصيدٌ بدا من أفْقِ أرضٍ نشأتُ في ... مِهادِ رُباها لا عدِمْتُ القصائدا


(١) إشارة إلى ما حباه به من كرم الوفادة عند اجتماعه به إبان مروره بمصر في أثناء ذهابه ورجوعه من الحج.